السلطة تجد ضالتها

تاه الحكام في الجزائر عن إيجاد بديل لائق للإسلامين مذ تمرّد حركة مجتمع السلم على الرئيس بوتفليقة وعلى نظام الحكم غداة ما عرف بالـ “الربيع العربي”، وحاول العقل السياسي المتحكم في سدة الحكم شق الحركة وإفراغها من إطاراتها ومناضليها عبر استخدام ورقة الوزير عمر غول المنتمي للتيار الإسلامي.

لكن يبدو أن كل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح الذي يبغيه النظام ولم يفلح عمر غول وحزبه “تاج” في ملأ الفراغ الرهيب الذي تركته الحركة الإسلامية في مقاعد الحكومة، بل لم يستطع غول حتى جمع إطارات حزبه التي أعلن البعض منها انشقاقا آخر عن الهيكل الجديد “تاج”، خاصة بعد إخفاقه في التموقع في حكومة الرئيس بوتفليقة التي جاءت بعد عهدة رابعة كان يحمل لواء الدفاع عنها غول وتاجه.

حركة مجتمع السلم التي انشطرت إلى قسمين، جبهة التغيير وحزب تاج، مازات تسبب قلقا ما للنظام الجزائري وإلا كيف نفسر التخبط الذي يعيشه القادة السياسيون في معسكر الموالاة ؟

لكن الغريب في الأمر أن أحد ربائب “حمس” وهي حركة البناء الوطني التي انشقت عن جبهة التغيير هي الأخرى، استطاعت في نهاية الأسبوع المنصرم أن تجمع الآلاف من “محبيها” و”مناضليها” في تجمع هو الأكبر لهذا الفصيل المنشق منذ تأسيسه، والسؤال الذي يبقى مطروحا مذّاك : كيف لهذا الحزب الفتي غير المعتمد أن يحضى بكل هذه الهالة والحضور الإعلامي والسياسي القوي ؟؟

هل وجد النظام السياسي ضالته في حزب إسلامي قد يعوض الفراغ الذي تركته حركة مجتمع السلم ؟ خاصة أن أبرز مهندسي التخندق مع السلطة من الإسلاميين موجود حاليا في حركة البناء الفتية وهم الوزير السابق عبد القادر بن قرينة وأحمد الدان وسليمان شنين.

إلى أن تؤكد لنا الأيام المقبلة صدقية هذه الفرضية، ليس هنالك أي مجال للشك أن الخريطة السياسية في الجزائر ستشهد تغييرا جذريا قد يلتقي فيه “الإخوان المسلمون” مع “جبهة القوى الاشتراكية” في حكومة واحدة.

4 thoughts on “السلطة تجد ضالتها

  1. mohamed says:

    لا اظن استاذي عبد القادر .. ييدو من الصعوبة بماكان احتلال مكان حمس

  2. سالي says:

    ارجو عدم التحامل .. سيستمر منهج النحناح في المشاركة السياسية

  3. شكرا لك على التدوينة 🙂 بالنسبة لي، وجود الإخوان أو التيار الإسلامي في الجزائر مثل انعدامه لأنه لا يقدم فائدة حقيقية للنشاط السياسي. أعتقد ( و هو رأيي الشخصي طبعا ) أن الأحزاب السياسية المعارضة ( بما فيها الأحزاب التي تنتمي إلى التيار الإسلامي ) إنما هي ورقة رابحة يستخدمها النظام وقتما و كيفما يشاء. و انقسام التيار الإسلامي حاليا راجع بنظري إلى أسباب داخلية و هي أسباب لا علاقة لها لا بمصلحة المواطن و لا بمصلحة الوطن يعني ببساطة: يريدون أن ينالوا نصيبهم من الكعكة! على كل، اوافقك أن الخريطة السياسية ستتغير لكن السؤال: هل سيكون هذا التغيير في صالح الشعب؟ أم أنه سيكون ( مثل التغييرات السابقة ) تقسيما جديدا وفقا لمصالح معينة؟ شكرا مجددا 🙂

    • عبد القادر بن خالد says:

      اوافقك اخي في أن السلطة لا تريد من الإسلاميين إلا تلميع الديكور (مشاركة أو معارضة)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *